مع تزايد العمل عبر الإنترنت واستخدامه بشكل واسع في المؤسسات والشركات المختلفة، تزداد الهجمات السيبرانية أيضًا بشكل كبير، والتي قد تؤثر تأثيرًا خطيرًا على المؤسسات والشركات؛ إذ أن الهجمات الإلكترونية يمكنها اختراق الأنظمة والبيانات والشبكات، وأيضًا بيانات الاتصالات الخاصة بالمؤسسة؛ مما يشكل تهديدًا كبيرًا على الأفراد والشركات على حد سواء.
ومع استمرار الجرائم الإلكترونية في التوسع والتطوير في الأساليب، أصبح الأمر أكثر تعقيدًا مما مضى؛ لذا فإن حماية أنفسنا من هذه الهجمات أصبح أمرًا هامًا للغاية، ومع ذلك قد يكون من الصعب على بعض الأشخاص تحديد الخطوات التي يجب اتباعها لحماية أجهزتهم الإلكترونية ومؤسساتهم من الاختراق.
لذلك في هذا المقال المقدم من خلال موقع “باراجون“ سنتعرف على بعض النصائح المهمة لحماية جهازك من الهجمات السيبرانية، وأهم الأدوات التقنية التي تساعد مديري المؤسسات ورواد الأعمال في حماية أجهزتهم ونظام مؤسساتهم من خطر التهديدات السيبرانية.
أهم الأدوات التي تساعد في حماية جهازك من الهجمات السيبرانية
يجب تحديث البرمجيات المثبتة والتطبيقات وأنظمة التشغيل بانتظام وفقًا للتحديثات الأمنية التي تقدمها الشركات البرمجية، حيث يمكن للمهاجمين استغلال ثغرات أمنية في البرمجيات القديمة لاختراق البيانات، كما أن العديد من حوادث تسرب البيانات حدثت نتيجة استغلال ثغرات برمجية أُعلن عنها مسبقًا في تحذيرات أمنية.
ومن أهم وسائل الحماية من هذه الاختراقات، أو الهجمات السيبرانية هو تأمين الأجهزة المشغلة للبرمجيات؛ لعدم استغلال المهاجمين للثغرات الموجودة بها، وتتعدد وسائل الحماية من استغلال الثغرات البرمجية يعرفها المتخصصون في البرمجة، كما يوجد الكثير من الأدوات منها المتوفر في أنظمة التشغيل المختلفة، ومنها الموجود في أنظمة منفصلة مخصصة لإدارة الأجهزة (Endpoint Management Solutions).
ومن أهم هذه الأدوات ما يأتي:
أداة (Microsoft Endpoint Manager)
هي أداة تمكنك من التحكم في إدارة التحديثات للأجهزة المعرفة على النظام، كما تعمل على متابعة التحديثات التي تطلقها شركات المنتجات البرمجية، والتي تساعد في الحفاظ على ترابط المكونات البرمجية للأجهزة التي يتم تحديثها بشكل كبير.
برامج مكافحة الفيروسات Antivirus Software
تعد هذه البرامج من الأدوات ذات الأهمية الكبيرة، والتي يجب تحديثها بشكل دوري؛ لحماية الجهاز من الهجمات السيبرانية، والحفاظ على نظامك آمنًا، حيث تقوم هذه البرامج بفحص وتحليل الملفات والبرامج المختلفة؛ للتأكد من خلوها من الفيروسات والبرمجيات الضارة التي تستغل الثغرات البرمجية.
كما تعمل برامج مكافحة الفيروسات على مسح الملفات القادمة للجهاز من الشبكة، وعزل وإزالة التهديدات المحتملة، وتقدم أيضًا خدمات إضافية مثل فحص رسائل البريد الإلكتروني؛ للتأكد من عدم وجود أي روابط ويب أو مرفقات ضارة.
جدران الحماية
تساعد في منع الوصول غير المصرح به إلى نظامك وحمايته من الهجمات السيبرانية، وتعد هذه الأداة واحدة من أهم أدوات الأمان؛ إذ يمكن تكوين جدران الحماية لمنع الوصول إلى بعض المنافذ الهامة على الجهاز، ولضمان أمن سيبراني قوي يمكنك استخدام جدار الحماية “Firewall” والذي يراقب العمليات التي تمر بالشبكة، ويقرر ما إذا كان المرور آمنًا إلى شبكتك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك أم لا.
ومن أهم أنواع جدران الحماية ما يأتي:
1- Proxy Firewall: تعمل خوادم البروكسي كبوابة دخول بين شبكة وأخرى لتطبيق معين، ويمكنها تزويد وظائف إضافية مثل: تخزين المحتوى المؤقت Content ،Caching وأيضًا الحماية عبر منع الاتصالات المباشرة من خارج الشبكة.
ويؤثر هذا النوع على التطبيقات التي يدعمها، وهو يعتبر من الأنواع القديمة في الجدران النارية.
2- UTM Firewall: هي إدارة التهديدات الموحدة، ويجمع عادةً جدار الـ UTM الناري بين وظائف الجدار الناري وبين برامج مضادات الفيروسات antivirus، ومكافحة برامج التجسس ومكافحة البريد الإلكتروني العشوائي، وتوفير جدار الحماية للشبكة وكشف الاختراقات والوقاية منها، وتصفية المحتوى ومنع التسريب.
كما يمكن أن يتضمن بعض الخدمات الإضافية مثل “إدارة الخدمات السحابية، التوجيه عن بعد، ترجمة عناوين الشبكة (NAT)، ودعم الشبكة الخاصة الافتراضية”.
3- Stateful Inspection Firewall: يسمح أو يحجب هذا النوع من الجدران النارية حركة مرور البيانات والاتصالات، مستعينًا ببعض العوامل مثل الحالة، البروتوكول، الناقل، كما يقوم بمراقبة جميع الأنشطة منذ أول لحظة لبدء الاتصال حتى انتهائه، ويتخذ قرارات التصفية مستندًا على استخدام المعلومات من الاتصالات السابقة والحزم العائدة للاتصال نفسه، والقواعد التي يحددها المسئول.
4- اختبار الاختراق: يعد اختبار الاختراق من الطرق الهامة للحماية من الهجمات السيبرانية، واختبار أنظمة الأمان الخاصة بمؤسستك، وهو عبارة عن عملية تقوم بها الجهات المختصة في مجال الأمن السيبراني؛ لتقييم أمان أنظمة المعلومات، والشبكات والتطبيقات، والمواقع الإلكترونية لدى مؤسساتهم.
ويتم هذا الأمر عن طريق محاولة اختراق هذه الأنظمة والتطبيقات والمواقع بطرق قانونية، بنفس الأساليب التي يستخدمها المهاجمون؛ للتحقق من نقاط الضعف المحتملة، ثم يتم تقييم نتائج الاختبار، وإعداد تقرير يحتوي على التحليلات والتوصيات اللازمة لتحسين مستوى أمان النظام أو التطبيق.
ويتم الاختبار بغرض تحديد الثغرات والضعف في النظام أو التطبيق، وتحديد النقاط التي يمكن استهدافها من قبل المهاجمين، ويتم الاختبار بشكل دوري؛ للتأكد من تحسين مستوى الأمان، والحد من المخاطر السيبرانية المحتملة، ويساهم اختبار الاختراق في حماية المعلومات والبيانات والحفاظ على سلامة الأنظمة والتطبيقات والمواقع الإلكترونية، كما يمكنه أيضًا التوصية بالتغييرات المحتملة على نظامك؛ لتجنب الاختراق.
وفي ختام هذا المقال، يمكن القول بأن أمن الحواسيب والشبكات والأنظمة والتطبيقات والمواقع الإلكترونية هو أمر حيوي وضروري في عالم اليوم، الذي تتزايد فيه الهجمات السيبرانية بشكل مستمر؛ ولحماية الأصول الرقمية والحفاظ على سرية البيانات والمعلومات، وضمان الاستمرارية في العمليات الأساسية، يجب اتباع مجموعة من الإجراءات الأمنية المتكاملة والاعتماد على أحدث التقنيات الأمنية.
ولا بد أن تكون الهجمات السيبرانية جزءًا من استراتيجية الأمن الشاملة للمؤسسات والشركات والأفراد؛ ولذلك ينبغي علينا التعرف على أحدث التقنيات والممارسات الأمنية واتباعها، والتأكد من تحديث الأنظمة والتطبيقات بشكل دوري، والتحقق من توفر الحماية الأمنية اللازمة في كل الأنظمة المستخدمة؛ لتحقيق أعلى مستوى من الأمن السيبراني والحفاظ على سلامة الأنظمة من الهجمات السيبرانية المحتملة.