تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أجهزة الكمبيوتر: كيف تؤثر على الأداء؟

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أجهزة الكمبيوتر: كيف تؤثر على الأداء؟

شهدت أجهزة الحاسوب الشخصي تطورًا كبيرًا مع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز التفاؤل بإمكانية إعادة إنعاش هذه الصناعة التي عانت من تراجع مستمر خلال السنوات الأخيرة. هذه التكنولوجيا الناشئة توفر فرصًا واسعة لتحسين الأداء وتعزيز كفاءة الحواسيب في مختلف القطاعات.

وفقًا لدراسة أجرتها شركة الأبحاث المستقلة “فورستر”، فإن أجهزة الكمبيوتر المزودة بالذكاء الاصطناعي لديها القدرة على تقديم حلول متقدمة لمشاكل عدة، بما في ذلك تقليل الاعتماد على البيانات الشخصية في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه التقنيات في الحد من انتهاكات حقوق الملكية الفكرية، مثل حقوق الطبع وبراءات الاختراع، مما يجعلها خيارًا أكثر أمانًا وفعالية للاستخدام في المؤسسات والشركات.

هذه التطورات تجعل أجهزة الحاسوب القائمة على الذكاء الاصطناعي مناسبة للاستخدام المؤسسي، حيث يمكنها تحسين عمليات الإنتاج وزيادة الأمان الرقمي، مما يساهم في تعزيز ثقة الشركات في تبني هذه التقنيات الجديدة.

وفي هذا المقال المقدم من بارجون سوف نتحدث عن كافة المعلومات العامة التي تدور حول أهمية تكنولوجية الذكاء الاصطناعي في أجهزة الكمبيوتر.

ماذا يعني حاسوب شخصي مزود بـ الذكاء الاصطناعي؟

الحاسوب الشخصي المزود بالذكاء الاصطناعي يشير إلى أجهزة حاسوب مدمجة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أدائها وقدراتها على معالجة البيانات. هذه الأجهزة تتميز بأنها قادرة على معالجة البيانات بسرعة أعلى مقارنة بأجهزة الحاسوب التقليدية، ويمكنها تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي مباشرة على الجهاز نفسه، دون الحاجة للاعتماد على السحابة أو مراكز البيانات الكبيرة. هذا التطور يشمل قدرات مثل برامج الدردشة الآلية والتعلم الآلي على الجهاز نفسه.

ميزة هذه الحواسيب تكمن في القدرة على التعامل مع مهام معقدة مثل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي كانت تتطلب عادة قوة حاسوبية ضخمة يتم توفيرها عبر الخوادم السحابية. على سبيل المثال، تطبيقات مثل ChatGPT تعتمد حاليًا على مراكز بيانات سحابية لتشغيلها، ولكن الحواسيب المزودة بالذكاء الاصطناعي ستتمكن من تشغيل تلك التطبيقات محليًا.

هذا التطور يعني أنه يمكن للمستخدمين الوصول إلى إمكانيات الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مما يسمح لهم بالاعتماد على هذه الأجهزة لأداء مجموعة متنوعة من المهام المتقدمة، بدءًا من كتابة البريد الإلكتروني وحتى القيام بمهام معقدة مثل التخطيط والإبداع بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

صانعو الحواسيب يأملون أن هذه الإمكانيات ستزيد من جاذبية الأجهزة، مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي في الحياة اليومية والمهنية. وبناءً على تقديرات شركة الأبحاث “كاناليس”، من المتوقع أن تتجاوز شحنات أجهزة الحاسوب المزودة بالذكاء الاصطناعي 100 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهو ما سيشكل حوالي 40% من إجمالي مبيعات أجهزة الحاسوب في السوق.

أجهزة الحاسوب المزودة بالذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها مؤخرًا تأتي ضمن عدة تصنيفات وأنواع، وتُقدمها شركات تقنية متعددة، مثل مايكروسوفت وديل وإتش بي وسامسونج ولينوفو وأسوس وإيسر.

من أبرز الأجهزة التي تم إطلاقها

Copilot+ PCs:

أجهزة “كوبايلوت+” التي أطلقتها مايكروسوفت بالتعاون مع عدة شركات تصنيع، وهي موجهة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل متكامل.

هذه الأجهزة تعتمد على معالجات متخصصة تسمى وحدات المعالجة العصبية، التي تتيح تشغيل التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بشكل محلي على الجهاز، مما يعزز الأداء والخصوصية.

Surface Pro و Surface Laptop (الجيل الجديد):

الحواسيب اللوحية والمحمولة التي أطلقتها مايكروسوفت تعتبر من الخيارات الاقتصادية لأجهزة “كوبايلوت+”، حيث يبدأ سعرها من 999 دولارًا.

تدمج هذه الأجهزة وحدات معالجة متطورة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الجهاز.

Lenovo ThinkPad T14 (الجيل السادس):

يأتي هذا الجهاز كأحد الخيارات الأغلى بين أجهزة الذكاء الاصطناعي، مع سعر يبدأ من 1699 دولارًا.

يستهدف المستخدمين المحترفين الذين يحتاجون إلى قوة معالجة كبيرة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

التكنولوجيا المستخدمة:

تعتمد هذه الأجهزة على وحدات المعالجة العصبية (NPUs)، وهي معالجات متخصصة تساعد في إدارة المهام المعقدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مما يحسن من سرعة الأداء ويسمح بتشغيل تطبيقات مثل المساعد الافتراضي بسهولة.

تعمل هذه المعالجات بالتنسيق مع وحدات المعالجة المركزية (CPU) ووحدات معالجة الرسوميات (GPU)، لتقديم أداء متكامل للذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الاعتماد على السحابة.

المخاوف المتعلقة بالخصوصية:

أثارت خاصية “الاستدعاء” (Recall) التي طورتها مايكروسوفت قلقًا بشأن الخصوصية.

هذه الخاصية تتيح للمستخدم استرداد المعلومات والبحث في الأنشطة السابقة التي تمت على الكمبيوتر، مثل المحادثات الصوتية وتصفح الإنترنت، مما خلق مخاوف من إمكانية استغلال هذه الميزة في التجسس أو تتبع الأنشطة.

المحلل رايان أوليري من شركة “إنترناشونال داتا” أعرب عن مخاوف بشأن ما إذا كانت هذه البيانات مخزنة محليًا على الجهاز أو على خوادم مايكروسوفت، مشيرًا إلى احتمال وجود مخاطر خصوصية كبيرة.

رأي الخبراء:

يرى بعض الخبراء أن تنفيذ مهام الذكاء الاصطناعي مباشرة على الجهاز يعزز من الخصوصية، لأنه يقلل الحاجة إلى إرسال البيانات إلى مراكز البيانات السحابية، وبالتالي يمنح المستخدم تحكمًا أكبر في بياناته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart
Scroll to Top